بقلم: أيمن عقيل
يوم الإثنين الموافق 26 فبراير 2024 وأثناء ختام أعمال مؤتمر باريس حول أوكرانيا طرح الرئيس إيمانويل ماكرون فكرة إرسال قوات برية إلي أوكرانيا، وتبع هذا التصريح خروج عدة دول أوروبية بجانب الولايات المتحدة الأمريكية لترفض طرح الرئيس ماكرون.
وقالت روسيا ردا على تصريحات الرئيس ماكرون إن وجود قوات غربية في أوكرانيا سيضع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مواجهة حتمية مع روسيا. وهي مواجهة وإن كانت مستبعدة في الوقت الحالي لكنها غير مستحيلة. خاصة إذا لاحظنا الوتيرة المتسارعة لتسليح أوكرانيا ردا على هزائمها الأخيرة وانسحابها من منطقة أفدييفكا شرق أوكرانيا. حيث أطلقت التشيك مبادرة لجمع 1.5 مليار دولار لتسليم أوكرانيا بقذائف مدفعية وذخائر. وتحتاج أوكرانيا إلى 2.5 مليون قذيفة مدفعية في عام 2024 بحسب الاحتياجات العسكرية التي قررها الجيش الأوكراني لهذا العام.
ولا أخفيكم سرا أني أرى وجاهة فيما يطرحه بعض العقلاء من السياسيين في الغرب والذين يخشون أن تؤدي شيطنة روسيا إلى اتخاذ قرارات تزيد من التوتر الدولي، لأنهم مقتنعون إن روسيا لم تعد الاتحاد السوفيتي في السابق الذي قال عنه ونستون تشرتشل يجب استغلال تفوق الغرب في المجال النووي للقضاء على الخطر السوفيتي مرة واحدة وللأبد. وليست روسيا الحالية هي وريثة الاتحاد السوفيتي المنهكة اقتصاديا بعد انتهاء الحرب الباردة. وكنت آمل أن يكون الرئيس ماكرون أكثر حكمة من أن يدلي بهذا التصريح أو حتى يلوح به، وبحسب اتجاهات المدونين على وسائل التواصل تساءل البعض أين حكمة الرئيس ماكرون ؟ وطالبوًا فرنسا والدول الغربية أن تتعلم من دروس الماضي ولا تنكرها أو تنساهًا عمدًا.
ورغم إني إنسان متفائل بطبعه ولكنني أرى أن أي تورط عسكري على الأرض لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا سيؤدي إلى نتائج كارثية قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة وإن هذه الحرب إذا قدر لها أن تقوم فقد تقضي على الأخضر واليابس، فهل تساءل الرئيس ماكرون كمْ عدد الضحايا المدنيين الذين يمكن أن يسقطوا في المواجهة بين الناتو وروسيا؟ هل فكر في عدد السكان الذي يمكن أن تدفعهم حرب بمثل هذا الحجم للنزوح بين المدن الأوروبية وإلى بلدان وقارات أخرى.
هل فكر في تكاليف إعادة الإعمار أن نشبت حرب من هذا النوع؟ لا أعتقد أن الرئيس ماكرون تخيل هذه السيناريوهات قبل أن يٌدلي بتصريحه. لذلك فليس من الحكمة التفكير في مناقشة الأمر ولا بد أن تؤيد فكرة الرئيس ماكرون في مهدهًا. فالعالم لم يٌعد يحتمل حروب أخري ويجب على الدول الكبرى أن تتريث وأن تمنح أولوية للسلام والتنمية كبديل للحروب والنزاعات المسلحة.
اضف تعليق