دور الآليات الدولية في أزمة شركة نستلة

دور الآليات الدولية في أزمة نستله

 

بقلم أيمن عقيل

شركة نستلة ، هي شركة متعددة الجنسيات لديها أكثر من 340 مصنع في 76 دولة نصف هذه المصانع في الدول النامية وتبيع منتجاتهًا في 188 دولة حول العالم، ورغم هذا الانتشار الواسع للشركة إلا إن نتائج تحقيق استقصائي أجرته منظمة "Public Eye" في أبريل 2024 بالتعاون مع شبكة العمل الدولية لأغذية الأطفال، كشف عن ممارسة شركة نستلة لمعايير مزدوجة في عملية بيع منتجاتها الخاصة بالأطفال إلي الدول النامية مقارنة بالأسواق الأوروبية. ومنذ الإعلان عن نتائج التحقيق الاستقصائي لم تتحرك الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان.

قد يستغرب البعض الربط بين ممارسات شركة نستلة وبين دور الآليات الدولية. لكن ما أود أن أوضحه إن هناك تقاطع واضح وعلاقة قوية بينهما، فالفريق العامل المعني بمسألة حقوق الإنسان والشركات عبر الوطنية وغيرها من مؤسسات الأعمال من ضمن 46 ولاية مواضيعية تابعة للإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة، كانت قد أنشأت هذه الولاية كبديل لولاية ممثل الأمين العام المعني بالأعمال التجارية وحقوق الإنسان بموجب القرار 4/17 الذي اعتمده مجلس حقوق الإنسان في 16 يونيو 2011، وتتمثل مهمة الفريق العامل في تنفيذ مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، وتعتمد هذه المبادئ على ثلاث ركائز رئيسية يطلق عليها إطار الأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان. وكان الفريق العامل نفسه قد دعا نائب المدير العام لشركة نسيله من قبل للمشاركة في تطوير المبادئ التوجيهية السابق ذكرها من منظور القطاع الخاص.

لذلك تقع الآن مسؤولية على الفريق العامل للتحرك بعدما ظهرت نتائج التحقيقات والتي أكدت وجود معايير مزدوجة تتبعها الشركة من خلال إضافة السكر والعسل إلي المنتجات الخاصة بالأطفال وخاصة " حليب نيدو" التي تبيعها للدول الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط في حين أن نفس المنتجات تكون خالية من السكر في الدول الأوروبية، الأخطر من اتباع معايير مزدوجة هو إن هذه الإضافات تمثل خطورة على صحة الأطفال فإضافة العسل إلي منتجات الأطفال الذين لم يبلغوا 12 شهرا قد يؤدي إلي الإصابة بالتسمم الغذائي، وفي بعض الحالات الإصابة بالشلل ما قد يؤدي إلي الوفاة. كما إن وفقا للأبحاث الطبية ذات مصداقية فإنه لا يجب أن يتناول الأطفال الذين لم يتجاوزوا 24 شهرا الأغذية التي تشمل علي سكريات حتى لا يصابون بالسمنة أو تسوس الأسنان، وهو ما يتعارض مع السياسة الخاصة باحترام حقوق الإنسان المعلنة على موقع شركة نستلة والتي تنص على التزام شركة نستلة بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان. والمبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للشركات المتعددة الجنسيات. أخيرا فإن مخالفة الشركة لهذه المبادئ واتباعهًا لمعايير مزدوجة يستدعي من الفريق العامل وبعض المقررين الخواص الآخرين مثل المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة والمقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء للتحرك من أجل تقييم الآثار الصحية والغذائية المترتبة على استخدام الشركة للسكريات في منتجات الأطفال ودعوة الشركة إلى التخلص من هذه المعايير المزدوجة المتمثلة في بيع منتجات أقل جودة إلي الدول النامية قد تضر بصحة الأطفال.

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *