إسرائيل للأمم المتحدة

إسرائيل للأمم المتحدة: لا أكذب لكني أتجمل

بقلم: أيمن عقيل
من منا لم يشاهد الفيلم السينمائي " أنا لا أكذب ولكني أتجمل" والذي قام بأداء دور البطولة فيه الفنان القدير أحمد ذكي، عن قصة للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس. فسلطة الاحتلال الإسرائيلي يبدو إنها درست تيمية هذا الفيلم وتحاول الترويج لهًا بطريقتها في الوقت الحالي لكسب ود الرأي العام العالمي مرة أخرى. حيث قدمت وزارة الصحة لدى سلطة الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر 2024 تقريرا إلى مقررة الأمم المتحدة المعنية بالتعذيب عن موضوع أخذ الرهائن كنوع من التعذيب: الأطر القانونية لدعم الضحايا وأسرهم " وهو الموضوع المقترح للتقرير المقبل الذي ستقدمه المقررة الخاصة إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف. يصف التقرير حالة الرهائن الذي قامت بإعادتهم الفصائل الفلسطينية بموجب اتفاق الهدنة التي تم التوصل إليه في 22 نوفمبر 2023 بين سلطة الاحتلال الإسرائيلي، والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية و أمريكية وقطرية. وتزعم سلطة الاحتلال إن الرهائن عانوا من ظروف وحشية.
بالنظر لمحتوى التقرير زعمت وزارة الصحة لدى سلطة الاحتلال إن الرهائن الذين احتجزوًا لدى الفصائل الفلسطينية تعرضوَا للتجويع ما أدى إلى سوء التغذية الذي جعلهم يفقدون ما يتراوح بين 8 و15 كجم من اوزانهم، لكن حتى لو تم التسليم بهذه الحقيقة لم يشر التقرير إلى المتسبب الرئيسي في التجويع في القطاع وهي سلطة الاحتلال الإسرائيلي التي وضعت العراقيل أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية وفي مقدمتها المساعدات الغذائية منذ بداية العملية البرية على القطاع ما أدى إلى إصابة 50 ألف طفل في القطاع بسوء التغذية الحاد. كما استخدم التقرير عبارات مثل مزاعم تعرض الأسري لأشكال أخرى من الإساءات التي ترقي للتعذيب، وبالنظر إلى اللغة المستخدمة في بعض فقرات التقرير فإن وزارة الصحة لدى سلطة الاحتلال نفسها لم تؤكد بعض الوقائع التي زعمت تعرض الأسري فيها للتعذيب، وكان أولي بسلطة الاحتلال الرد على استفسارات المقررة الخاصة نفسها التي تفيد بأن الأسرى الفلسطينيين لدى سلطة الاحتلال تعرضوَا للتعذيب.
لكن بغض النظر عن طبيعة ومحتوى التقرير الذي قدمته سلطة الاحتلال للمقررة الخاصة المعنية بالتعذيب، يبدو إن إسرائيل لا تزال مٌتهمة بمخاطبة الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان حيث إن الإجراءات الخاصة هي أحد الآليات غير التعاقدية لحماية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، حيث سمحت سلطة الاحتلال أيضا للمقررة الخاص المعنية بالتعذيب في ديسمبر 2024 بزيارة المستوطنات التي هاجمتهًا الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، واعتقد إن هذا الاهتمام سببه ليس فقط الترويج للروايات والمعلومات المٌضللة الخاصة بسلطة الاحتلال، لكن أيضا تدخل هذه المساهمة المقدمة إلي المقررة الخاصة في نطاق تجميل صورة سلطة الاحتلال أمام المجتمع الدولي بجانب الرأي العام العالمي بعد ان خسرت جزء كبير من تعاطفها نتيجة حربهًا علي غزة واستهدافها للمدنيين، ونسفهًا لجميع مبادئ القانون الدولي في هذه الحرب، التي أفضت إلي وفاة أكثر من 40 ألف واصابة أكثر من 102 ألف شخصًا، ناهيك عن 10 آلاف في تعداد المفقودين تحت الأنقاض وذلك وفقا لتقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في 5 نوفمبر 2024.

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *