بقلم/ أيمن عقيل
تشهد مدينة جنيف حاليا حملات حشد وتعبئة ، تستهدف الشاب الروسي لافرينتي زخاروف، ويستخدم المستهدفين لهذا الشاب معلومات مضللة للوصول إلى نتائج تتوافق مع أهدافهم. وتشمل الادعاءات التي يروج لها اللوبي النشط في جنيف حاليا والذي يقود هذه الحملات إن لافرينتي زخاروف يعمل منذ مايو 2023 في معهد الأمم المتحدة لنزع السلاح. لكن بتدقيق المعلومات وبالعودة إلى موقع الأمم المتحدة لنزع السلاح، فإن زخاروف لم يعمل في المعهد. لكنه تدرب لمدة خمسة شهور بالفعل هناك وبالتحديد خلال الفترة من مايو وحتى سبتمبر 2023.كما سبق أن تدرب كمحلل أمني في برنامج الأغذية العالمي، وتدرب في دائرة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة، وفي دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام. ولافرينتي زخاروف حاصل على ماجستير دراسات الصراع من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. ويستخدم المروجون للمعلومات المغلوطة التي تستهدف هذا الشاب الروسي معلومات شخصية مثل إنه يملك شقة بقيمة مليون ونصف جنيه استرليني مناصفة مع والدته في منطقة وستمنستر بالمملكة المتحدة، تبلغ مساحتها 100 متر وتبعد كيلومتر واحد من ساعة بيج بن وقصر باكنغهام وبها ثلاث غرف نوم. – كده اسعار العقارات غالية اوي عندهم -
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم استهداف هذا الشاب حاليا ، والاجابة هي طبيعة عمل والده وهو السيد الكسندر زخاروف، صانع طائرة لانسيت كاميكازي بدون طيار الروسية. وكبير المصممين في شركة Zala Aero Group وهي شركة روسية تقوم بصناعة الطائرات بدون طيار. كما أن شركة CST التابعة لوالده هي جزء من مجموعة كلاشينكوف، صانعة البندقية الروسية المعروفة
وهذا العبارات ليست للدفاع عن زخاروف أو تبني مواقفه أو مواقف والده، لكن ما استوقفني أمرين في حكاية هذا الشاب الروسي - الذي يبدو أن طموحه هو العمل في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة - ؛ الأمر الأول إنه ضحية للتضليل المعلوماتي من لوبي ينشط في جنيف في إطار الصراع السياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من ناحية وبين الاتحاد الروسي من ناحية أخرى.الأمر الثاني هل كونه إبن رجل روسي سببًا في هذه الحملات ضده وهي حملات قد تؤدي إلى ضعف فرص هذا الشاب في الحصول على وظيفة في المنظمات الدولية التي تشغل جزء كبير من اهتمامه.
في النهاية هناك فريقين أو نوعين من الناس يتناول حكاية هذا الشاب الروسي، فريق يدافع عن هذا الشاب ويقول إنه طالما لم يتورط في أعمال عنف وطالما لا يتوافر ما يدل على إنه مؤيد للحرب الروسية الأوكرانية. فإنه لا يستحق هذه الهجمة الشرسة، ويطرحون أسئلة من نوعية هل ابن الأمريكي صمويل كولت مخترع المسدس مسؤولا عن ضحايا اختراع أبيه. الفريق الأخر، يرى إن كونه إبن رجل يصنع الطائرات بدون طيار للجيش الروسي، فهو يستحق هذه الهجمة من منطق إن الولد سر أبيه وأنه حتمًا سيدافع عن المصالح الروسية حتى لو كان شغفه ينحصر في العمل في المنظمات الدولية. ولكن من وجهه نظري أعتقد إن الحكم على الاشخاص من خلال الروابط العائلية فحسب هي أحكام قاصرة ومنقوصة، وطالما اننا لسنا قضاه وهذا الشاب غير متهم في اتهامات محددة فلأيمكن ان نطلق أحكامًا عليه ولا ان نبدي انطباعات احتمالات الصواب فيها مثل احتمالات الخطأ. والاصوب ان لا نحكم عليه من خلال مسيرة والده في الصناعات العسكرية بل يجب أن يكون طموحه مسار العمل في المنظمات الدولية أو حتى منظمات المجتمع المدني
اتشرف بقراءة مقاله صديقي