بقلم/ أيمن عقيل
لم استغرب المعلومات التي جرى تداولها بداية من عام 2025 والمتعلقة بتقديم شركة جوجل خدمات تقنية مختلفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء حربه في قطاع غزة، وتشمل هذه الخدمات تحليل كميات ضخمة من البيانات، وصور الأقمار الصناعية، ومعالجة المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتحديد الأهداف المحتملة على الأرض في غزة. بالإضافة إلى تقديم رسومات بـ خرائط سريعة ودقيقة للأهداف المحتملة في ميدان القتال، استناداً إلى معلومات استخباراتية.
فبالنظر إلي التعاون بين شركة جوجل وبين الحكومة الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر 2023 نجد مزيد من الوقائع التي لا تسر فقد فصلت الشركة 50 موظفا في عام 2023 بعد أن عارضوا مشروع نيمبوس بين الشركة وبين الحكومة الإسرائيلية والذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار والذي تم توقيعه في مايو 2021، وكان الموظفون قد أشاروا إلى مخاوفهم من أن يؤدي المشروع إلى استخدام تقنيات الشركة في أغراض أمنية، يمكن أن تفضي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، وفي أبريل 2024 فصلت الشركة 28 موظفًا أخرين بسبب الاعتراض على المشروع ذاته. ولكن ًردا على الإجراءات التي اتخذها الشركة في حق موظفيها زعمت حينها إنها تتمسك بموقفها، ونبهت إن الموظفين احتلوا أماكن العمل وهددوا زملائهم الآخرين ومنعوهم من العمل. وقد وقع 100 موظف على عريضة تطالب الشركة بإعادة تقييم مشاركتها في المشروع، لكن أصوات هؤلاء الموظفين لم تجد اذان صاغية. وبالعودة للمعلومات التي جرى تداولهًا يبدو إن جوجل لم تتعظ ولا تزال عازمة على تطوير التعاون مع الحكومة الإسرائيلية حتى لو كان ذلك يتعارض مع سياسات الشركة التي تعلنها بوضوح حيث دونت الشركة على موقعها الإليكترونية إنها تسترشد بمعايير حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا. بجانب الالتزام باحترام الحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات اللاحقة للإعلان ويقصد بها التسع معاهدات الأساسية لحقوق الإنسان، فضلاً عن دعم المعايير الواردة في مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان هذا ما تدعي الشركة إنها تلتزم بها لكن الواقع يبدو مغايرًا.
ثم إن هناك أكثر من ذلك فبحسب معلومات على درجة مرتفعة من الثقة فإن وزارة الدفاع لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي رغبت في توسيع استخدامها لخدمات جوجل من خلال تقييم للوزارة أكد على الأهمية الاستراتيجية للتكنولوجيا في تلبية احتياجات أنظمة الدفاع، وهي معلومات يبدو إنها تروق لشركة جوجل ما يعني إن التعاون قد يتوسع ولن ينحصر. لكن أخطر ما في المعلومات المتداولة الذي يبدو إنها أقرب للحقيقة ان تتحول شركات التكنولوجيا إلى أداة هي الأخرى مثلها مثل شركات السلاح تقوم بتغذية الصراعات في العالم ومن ثم تكون سببًا في ازهاق أرواح آلاف من المدنيين الذين لم يجنوًا إثما والذي قد يكونًوا يستخدموا خدمات الشركة ويساهمون في أرباحها لذلك من الواجب على شركة جوجل بالنأي عن نفسها عن هذه الصراعات.
اضف تعليق