بقلم أيمن عقيل
في إحدى السفريات إلي جنيف عاصمة حقوق الانسان في العالم، سمعت عن الاتهامات التي تطال بعض منظمات المجتمع المدني التي لا تتخذ نهجا صداميا مع دولة المقر التي تأسست فيه، أحد هذه الاتهامات التي لفتت انتباهي هو مصطلح "GONGOS" فعرفت أن GO هي اختصار لـ كلمة Governmental أما NGOS هي اختصارًا لـ Non-Governmental Organization أي منظمات غير حكومية. والمصطلح بشكل عام يطلق علي المنظمات التي يزعم إنها تدار من قبل الحكومات.
ودفعني الفضول للتعمق أكثر في أصل هذه المصطلحات، وعرفت إن بداية التوسع في استخدام هذا المفهوم كان بعد الحرب العالمية الثانية وإبان الحرب الباردة حيث أطلق مصطلح جونجوز علي المنظمات غير الحكومية في الاتحاد السوفيتي وفي دول أوروبا الشرقية التي يزعم إنها تدعم تحركات الاتحاد السوفيتي آنذاك. إذا الدافع وراء هذا المصطلح كان سياسيا في الأصل جاء من منظمات وشخصيات أخري تحصل علي تمويلها من الكتلة الغربية. فعرفت الأسباب وفضلت السكوت، فمن أدرك فضل الصمت كما يقال في الأثر.
واثناء حديثي مع صديقي المصري المقيم في سويسرا " بلد الساعات والشيكولاته". ونحن علي ضفاف بحيرة ليمان في جنيف قلت له هل سمعت عن ( الجونجوز) فابتسم وقال وما رأيك في (الدونجوز والبلونجوز).
فعرفت إن الدونجوز (DONGOS) هو مصطلح يطٌلق علي المنظمات غير الحكومية التي يزعم إنشاءها من قبل جهة مانحة، فضحكت، لكنه أكمل حديثه وقال لي: يوجد أيضا البولونجوز (POLINGOS) وهي المنظمات التي يٌزعم إنها وجهة لأحزاب وقوة سياسية. لكني بعدما أثرت الصمت استكملت حديثي وقولت له: إن المجتمع المدني يجب أن يكون بمثابة حلقة وصل بين الدولة والمواطن، وسواء كانت هذه المنظمات حقوقية، تنموية، أو خيرية، فإن هدفها يجب أن يكون معاونة الدولة علي تحقيق رفاهية أفراداهًا، وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم.
أخذنا الحديث حتى وصلنا لمطعم "أوفوريه جمباس أجوجو في جنيف- Au Furet: Gambas Agogo In Geneva"، وهناك صادفنا تجمعا لمنظمة غالبا ما تأتي في مقدمة قوائم المتحدثين للمنظمات في دورات المجلس، فقلت له بنفس منطق المصطلحات السابقة يمكن أن نسمع عن مصطلح HUNGOS ونزعم أن هذه المنظمات تدار من قبل مجلس حقوق الإنسان أو السكرتارية طالما إن هذه المنظمات تأتي في طليعة قائمة المتحدثين أثناء المناقشات العامة والحوارات التفاعلية.
واختتمت حديثي معه بقولي: ليس مهما أن يقال جونجوز أو دونجوز أو بولنجوز. الأهم أن تكون المنظمة متواجدة، وقادرة على العمل لصالح المواطن، وعلي تحقيق نتائج على الأرض.
بالتوفيق إن شاء الله