About Lamine Jamal and Migrants Positive Contributions

عن لامين جمال والمساهمات الإيجابية للمهاجرين

بقلم: أيمن عقيل

يوم الثلاثاء 9 يوليو 2024 صعدت إسبانيا إلي نهائي بطولة الأمم الأوروبية، بعد فوزها بهدفين مقابل هدف علي المنتخب الفرنسي سجل هدف التعادل للمنتخب الأسباني لامين جمال، وهو لاعب أسباني من أصل مغربي، وأصبح بهذا الهدف أصغر لاعب كرة قدم يسجل في بطولة أوروبية، ولد جمال في بلدية إسبلوغيس دي يوبريغات- Esplugues de Llobregat وهي إحدى بلديات مقاطعة برشلونة، وهو ابن لرجل مغربي الجنسية وسيدة من غينيا الاستوائية، ونشأ بعد ذلك طوال حياته في حي يقطنه المهاجرين والعمال. ورغم إن اهتمامي بكرة القدم محدودا، لكن لفت انتباهي قصة احتفال جمال بالهدف الذي سجله في فرنسا. حيث يشير اللاعب عند الاحتفال بأي هدف يسجله بالأرقام (304) ولم يكن هذا الاحتفال عشوائيا، لأنه اتضح أن هذه الأرقام ذات معنى، فهي أخر ثلاثة أرقام للكود او الرمز البريدي لحي روكافوندا الأسباني في كتالونيا، حيث عاش جمال حياته هناك وهو حي معروف بأنه منطقة ارتكاز للمهاجرين والعمال. لكن لم تكن هذه قصة الحي فقط. فالحي الذي نشأ فيه جمال كان المستهدف الأول في السنوات الماضية من الأحزاب اليمنية في أسبانيا للأسباب السابقة ذكرها. حيث أطلق حزب فوكس اليميني المتطرف في إسبانيا على هذا الحي عبارة "كتلة قمامة متعددة الثقافات" وإنه بمثابة طاحونة روث. وطالبوا في مرات مختلفة وأوقات متفرقة بطرد المهاجرين منه...

لكن بعيدًا عن إنتماء جمال للمكان الذي قضى فيه حياته، وخرج منه ليصبح لاعب كرة قدم شهير وذائع الصيت. فان احتفال اللاعب ومساهمته في وصول إسبانيا إلي نهائي البطولة الأوربية ، حيث تبلغ الجوائز المالية الذي يمكن أن يجنيها البطل إلي 28 مليون يورو يشير إلي قضية أعم وأشمل. وهي التأثير الإيجابي التي يمكن أن يقدمه المهاجرين إلي المجتمعات المضيفة ، وهنا تذكرت موضوع التقرير الأخير للمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين السفير جهاد ماضي وهو التقرير الذي أجري بشأنه حوارًا تفاعليًا في الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التي تنتهي في 12 يوليو 2024 وجاء بعنوان" إعادة النظر في المساهمات الإيجابية للمهاجرين من خلال نهج قائم على حقوق الإنسان " وهو التقرير الذي ناقش مساهمات المهاجرين في المجتمعات المضيفة من خلال رؤية متوازنة قائمة على الأدلة وقد خلص التقرير إلي التأثير الإيجابي التي يمكن أن يٌحدثه المهاجرين، وأقر بأنهم جزء من القوة العاملة في الدول المضيفة، وأشار إنهم يمثلون 41% من القوة العاملة في الدول العربية ومن بين الاستنتاجات الأخرى التي انتهى إليها التقرير إن المهاجرين يدفعون مناحي الإبداع والابتكار وريادة الأعمال إلي مستوي أعلي ويمكن أن يؤدي اندماجهم إلي إثراء المجتمعات الذين يعيشون فيها، وهو ما يمكن أن نلمسه بيقين في حالة اللاعب الإسباني من أصل مغربي لامين جمال.
لكن التقرير أقر إن جزء كبير من المهاجرين يلجأون في الوقت الحالي إلي السفر غير النظامي وإنه حتى الدول مرتفعة الدخل تلجأ لإستخدام هؤلاء المهاجرين غير النظاميين من أجل سد النقص في اليد العاملة. مع ذلك فأنا لا أفضل أن تتزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين لأن مخاطر هذا النوع من الهجرة أكثر من فوائده لذلك من المهم أن يسلك المهاجرين الطٌرق النظامية، وأن يكونوًا واعين بالقوانين المحلية للدول المضيفة وبالإجراءات القانونية التي تنظم إقامتهم ووجودهم في دول المقصد. وحتى لو كان المهاجرين غير واعين بهذه الإجراءات فدور الحكومات والمجتمع المدني أن يوجهوا المهاجرين إلي هذه الإجراءات بشكلها الصحيح. وأن يدعموًا المبادرات التي تعزز من إدماج المهاجرين النظاميين في المجتمع. لأنه بدون ذلك سيظل هناك معلومات مٌضللة وخطابات كراهية تستهدف المهاجرين في المجتمعات التي لجئ إليها المهاجرين سواء من هول الحروب أو بحثًا عن حياة أفضل وهو ما قد يؤدي في النهاية إلي مخاطر على المجتمعات المضيفة للمهاجرين ويخلق حالة من انعدام الثقة بين المهاجرين والمجتمعات الذين يتطلعون للعيش فيها.

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *