Isn't It Time to Consider Exporting Blankets to Congo!

ألم يحِن الوقت لتصدير بطاطين للكونغو؟

بقلم/ أيمن عقيل

من منا لا يتذكر المشهد الأيقوني من فيلم «إشاعات حب» حيث قام الموهوب عبد المنعم إبراهيم بتقليد يوسف وهبي وسأل متشككا: «يا عبدالمهم هترسل بطانيات لشعب الكونغو.. لماذا؟» سبب؟ إنها دولة ساخنة”. ولا يزال البعض يتذكر هذا المشهد بالضحك، فيما قد يتساءل البعض الآخر عن أهمية قيام دولة إفريقية بتصدير البطانيات إلى دولة أخرى. ولكن لأنني أعتقد اعتقادا راسخا أن السخرية تمثل أدنى أنواع الذكاء، فإنني لم أعتبر هذا المشهد ساخرا. وبدلا من ذلك، فإنه يقدم لمحة عن الحل الذي يمكن أن تواجهه البلدان الأفريقية لتعزيز التجارة البينية القوية والمستقرة.

المعروف أن التجارة محرك النمو الاقتصادي، وترتبط بمكانة الأمم وتاريخها وتُسهم في رفاهيتها. فما المانع إذًا أن تصدر الدول الأفريقية احتياجاتها؟ ومن حق الجميع أن يتساءل متى سنظل نعتمد على دول خارج حدود القارة في سد الاحتياجات الأساسية؟ تُبين الأبحاث الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا أن نمو حركة التجارة بين الدول يُشجع تبادل المزيد من السلع، ويُعزز نقل المعرفة، ويخلق قيمة إضافية. لكن على النقيض فإن التجارة بين الدول الأفريقية آخذة في التراجع، فتشير أحدث الإحصائيات المتاحة إلى تراجع التجارة البينية الأفريقية كحصة من التجارة العالمية من 14.5 % في عام 2021 إلى 13.7 % في عام 2022. كما انخفضت الصادرات البينية الأفريقية خلال المدة نفسها من 18.2 % إلى 17.89 %، وكذلك الواردات.

لذا، فمع أن عبارة عبد المنعم جاءت في سياق كوميدي، إلا أننا إذا طبقناها فعلًا ستؤتي آثارًا إيجابية - ليس في تصدير البطاطين بين الدول الأفريقية فحسب- ولكن السلع والأجهزة والبضائع الأخرى. وإذا أخذت الدول الأفريقية تُعزز حركة التجارة فيما بينها، سيسهم ذلك في تنفيذ التوجهات الواردة في خطة التنفيذ العشرية لأجندة 2063 (2024-2033)

والتي تتضمن مشروعات طموحة مثل منطقة التجارة الحرة للقارية الأفريقية، وجواز السفر الأفريقي، وسوق النقل الجوي الأفريقي المُوحَّد، كما أنها تدعم تنفيذ أجندة 2030 ومبدأها القاضي بألا يتخلف أحدٌ عن الركب. لذا، أرى ضرورة تشجيع التجارة بين الدول الأفريقية وتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تُلزم الدول الأفريقية بإلغاء الرسوم الجمركية على 90 % من السلع، لأن ذلك قد يُمكِّن القارة الأفريقية من الصمود في عالم محفوف بالأزمات...

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *